لا تندهشوا...فالقادم أسوا

موضوع: لا تندهشوا...فالقادم أسوا 2007-12-25, 7:27 pm

لم يكن احد يتخيل في عام 2002 والذي فاز فيها نادي الزمالك بلقب دوري أبطال أفريقيا علي حساب الرجاء المغربي انه بعد أربع سنوات فقط من هذا العام سيكون احد الفرق التي تلعب في الدور التمهيدي للبطولة.

فمن يتخيل أن بطل القارة لخمس مرات في تاريخه وان كان 4 منها بنظام البطولة القديم، سيقسو عليه الدهر ليكون احد الفرق التي تبدآ البطولة من دور الـ64 مثل باقي الفرق الضعيفة في القارة السمراء.

فبخلاف انه أصبح لزاما علي الفريق الأبيض لعب 3 ادوار كاملة قبل دور المجموعات للبطولة، فايضا أصبح لزاما عليه ملاقاة فرق قوية بداية من دور الـ32 والذي سيواجه فيه هذا العام فريق أفريكا سبور الايفواري وفي حالة تمكن الزمالك من تخطي عقبته من الممكن أن يواجه فريق الجيش الملكي المغربي.

إذا كنت لا تتابع أحوال الزمالك جيدا في السنوات الأخيرة، ستجد هذه المعلومة مدهشة لك، بل أكثر من ذلك أنك ستجوب مواقع الانترنت أكثر لتبحث عن تأكيد لها ثم تفاجئ بأنها صحيحة بالفعل.

أما إذا كنت متابع لأحوال النادي الأبيض عن كثب في السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ موسم 2004 -2005 فستجد أنها نتيجة طبيعية لما اقترفه مسؤولي النادي بجهازه الفني وإدارته ثم الجمهور في حق هذا الفريق.

فموسم 2004 -2005 والذي أطلق عليه موسم "الشؤم" للزملكاوية، اعتبره السبب الرئيسي في هبوط مكانة الفريق الأبيض في إفريقيا حتى الآن والعامل الرئيسي في تحول منحني فريق الزمالك من فريق ينافس علي كافة البطولات التي يشارك فيها وتعمل له كافة الفرق ألف حساب إلي نادي وديع مستأنس قد يستطيع المناوشة في بعض المباريات ولكنه لا يستطيع إكمال المنافسة علي أي بطولة يشارك فيها.

ففي الموسم المذكور احتل الفريق الزملكاوي المركز السادس في الدوري العام مما جعله يبتعد عن المشاركة في البطولة الإفريقية للموسم الذي تلاها ومن ثم فقد القليل من تصنيفه في البطولة في الوقت الذي تقدمت فيه فرق آخري في القارة.

ولنعد بالذاكرة قليلا إلي هذا الموسم والذي كما قلت أعلاه ارجع أسباب تدهوره إلي مسؤولي الفريق كأول سبب ثم إدارة النادي كثاني الأسباب والجمهور كثالثها.

فمن جهة المسؤولين مازال الجميع يتذكر التصريح الشهير للكابتن احمد رمزي المدير العام للفريق في ذلك الوقت حينما قال " المركز الثاني في الدوري مثله مثل المركز الأخير طالما إننا لم نحرز البطولة ."

فعلي الرغم من علم رمزي بأهمية احتلال المركز الثاني في الدوري خلال السنوات الأخيرة بعدما سمح الاتحاد الإفريقي لمصر بمشاركة فريقين منها في دوري أبطال إفريقيا، إلا انه لم يعير هذه النقطة أي أهمية لأنه كان يبحث فقط عن أي "شماعة" يعلق عليها فشله بعد خسارة فريقه للدوري أمام الغريم التقليدي الأهلي بفارق 38 نقطة، بالإضافة إلي تجرعه هزيمتين ثقيلتين خلال مباراتي الدور الأول والثاني بنتيجتي 4-2 و3-0.

ليس هذا فقط، بل أن الكابتن رمزي هو السبب في فقدان الزمالك لمكانته في مصر عندما صور للجميع أن النادي الأهلي هو المتحكم في كل شيء في الكرة المصرية "بفلوسه وجبروته" وهما العاملين الوحيدين اللذان أتاحا لهذا النادي "المفتري" أن يفوز بالدوري.

فعقب تأكده من ابتعاده عن المنافسة علي الدوري خرج ليطلق ثاني تصريحاته "الجهنمية" " إحنا مصرفناش 15 ولا 20 مليون جنيه، بس أنا بوعد جماهير الزمالك بأحدي البطولتين المحليتين (ويقصد بطولة الكأس) ."

وكما كان متوقعا، خسر نادي الزمالك البطولة التي وعد بها مدير الكرة، بل انه لم يصعد للمباراة النهائية حتى بل خرج من دور الثمانية للبطولة، والمثير للشفقة انه لم يخرج أمام النادي "المفتري" بل خرج أمام النادي المصري، احد أندية الوسط في هذا الموسم.

أفكار احمد رمزي "الهدامة" طالت مجلس الإدارة والذي قد يكون نجح حينها في إبعاده عن مسؤولية الفريق ولكنه بدون وعي صدق الكثير منها وظل مقتنعا بان النادي الأهلي "المفتري" هو سبب خراب الفريق حتى دون أن يكون له دور مباشر، ولكن المجلس الأبيض كان يبحث عن كبش فداء يقدمه لجمهوره الغاضب من نتائج الفريق، وبالتأكيد لم يجد أفضل من جملة " الأهلي هو السبب" حتى ينجو بنفسه من مقصلة الجمهور.

وعلي الرغم من توالي الإدارات علي النادي الأبيض طوال هذه الأربع سنوات، إلا أن الفكر ظل واحدا وطبعا ظلت النتائج واحدة لان الأساس لم يتغير.

فالبداية كانت عادة ما تكون بتهدئة الجمهور عن طريق الفوز بصفقات يريدها النادي "المفتري" وبالتأكيد كان الجمهور الأبيض يسعد بها لا لسبب إلا لانه تمكن من خطفها من المنافس، دون النظر إلي حاجة الفريق لها والأمثلة كثيرة في هذا الشأن.

ولما كانت النتائج تأتي بفشل في النهاية وتشتد معها الظروف، كان علي الفور يجري مجلس الإدارة مسرعا إلي شماعة الأهلي حتى ولو بطريقة غير مباشرة كما حدث في مطالبته اتحاد الكرة المصري في توقيع عقوبة علي احمد السيد لخطا ارتكبه في مسابقة تتبع الاتحاد الإفريقي!

كان منطقيا بعد كل ذلك أن ينتقل الفكر تلقائيا إلي الجمهور الذي ترك نفسه ينساق "أوتوماتيكيا" خلف أفكار مسؤوليه، وهنا تأتي مسؤولية جماهير الزمالك في سقوط فريقها المريع طوال الأربع سنوات الماضية، فالجميع منذ عام 2004-2005 اقتنع بكلام احمد رمزي وإدارات النادي المتعاقبة تماما، بل ومازال الكثير منهم يردد نفس الأفكار حتى الآن.

وعدم فهم الكثير من جمهور الزمالك لنتائج أفكار رمزي والإدارة جعلت فرحتهم في كرة القدم تظهر فقط عند خسارة منافسهم للبطولات وليس فوزهم هم بالبطولات!

فالجمهور الأبيض اتخذ من الشماتة في الآخرين سببا لملئ "أنبوب" الفرحة الفارغ داخله. وبدلا من أن يحاول تصحيح مسار فريقه أو الاعتراض علي سياسة الإدارة من اجل إعادة بناء الفريق مرة أخري، أصبح شغله الشاغل متابعة أحوال منافسه من اجل الانتظار لأي كبوة يقع فيها من شانها أن تجعله سعيدا وراضيا، وهو الأمر الذي وضح جليا في تفضيل الكثير من الزملكاوية مشاهدة مباريات الأهلي عن الذهاب إلي الإستاد لمتابعة مباريات ناديهم في حالة كانت المباراتين تقامان في وقت واحد!

ومن هنا، تغير مفهوم النجاح تماما لدي كل ما هو ابيض، فبدلا من الاجتهاد والعمل من اجل تحقيق بطولة تنسب للفريق، أصبح طريق السعادة هو الشماتة فقط في هزيمة المنافس ورفع أعلام الفرق التي تهزمه حتى ولو كانت أعلام دول أجنبية!

والآن ونحن علي مشارف عام 2008 وبعد 4 سنوات كاملة، مازال الزمالك بكل مسؤوليه وجماهيره يدفعون ثمن الاعتناق بتصريحات احمد رمزي والتي أراها تقود إلي ما هو أسوا في المستقبل في حالة تمسك الزملكاوية بها. لا تندهشوا...فالقادم أسوا 976dc03